كتب : علي الدركال
أكيد أن الإسرائيليين المدنيين والعسكريين القابعين على الحدود مع قطاع غزة احسوا اليوم بالقلق والضيق بسبب الدخان الكثيف المنبعث من آلاف العجلات المطاطية المشتعلة والذي تلبدت به سماء المنطقة الفاصلة بينهم وبين الفلسطنيين واصبحت صورة معبرة عن انسداد الحال وحزن وكابة المنطقة جراء واقع الاحتلال بحيث انتشر ذلك الدخان وحجب رؤية الطرفين لبعضهما البعض مما اوقف لبعض حين رصاص الجيش الإسرائيلي القاتلة لكل متظاهر يقترب منه . لقد سار وتجول ببطىء هذا الدخان المقاوم لعدة كيلومترات فوق رؤس جنود الاحتلال وعلى مرمى اعينهم في سماء أرض الاحتلال وهو حاملا لرسالة : حق عودة الفلسطينيين لوطنهم وفي نفس الآن تدل صورته السوداء التي اكتسحت اليوم وسائل الأعلام العالمي على وضعية الاحتلال وجحيمه وكأنها تقول ماديا ورمزيا للاحتلال الإسرائيلي :
-- إن جداركم العازل والعنصري وجيشكم القوي المرابط على الحدود الظالمة ليس بامكانه إطلاق النار على هذا الدخان المحتج على سياستكم العنصرية و المزعج لقوتكم على بساطته الطبيعية كما يفعل مع اجساد شباب المقاومة فنحن كمقاومة سنواجهكم ونفضح سياستكم العنصرية بكافة الوسائل الممكنة والمبتكرة من قبل الشباب والأطفال
-- يستحيل عليكم وضع حدود ظالمة وفاصلة معنا تحميكم وتجعلكم تنعمون بحياة عادية وامنة بعد طردكم ونفيكم لشعبنا واغتصابكم لأرضنا ومحاولة سجننا بشروط مذلة لنا في جزء صغير من أرضنا فإذا كان لابد لنا من عيش معاناةجحيمكم فلا بد لكم انتم أيضا من تذوق ولو بعض القليل من معاناتنا وتذكيركم باننا لا نستسلم و بانكم مجرد قوة احتلال غاشم وكذلك تذكير ضمير العالم باننا نعيش يوميا جحيم نار دخانه كثيف وغامق السواد وملوث لكل شىء وخانق للنفوس اسمه الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي .