أمنة أحراث
يقال أن بلادنا تعيش أزمات مالية جعلتها تعيد النظر في تسيير ميزانياتها التي خرقت جيوب كل ضعفائها و نخرت عضامهم، فتخلت عن صندوق المقاصة، و ساوت أسعار المحروقات مع أغنى البلدان، و خوصصت التعليم و الصحة، و رفعت يدها عن التوظيف الذي غيرته بإبرام العقد و الاتفاقيات، و زيد وزيد. هذه الميزانيات المدروسة بدقة و الغير المجدية أرقت جفون كل المواطنين حتى أصبح همهم الدائم هو التفكير في أساليب الخروج من هذه الأزمات، خصوصا حين حلت محلها دراسات اعتمدت تبذير المال العام "و على عينك أبن عدي"...لا من ناهي أو منتهي...هذه الصورة تبرزها و بجلاء إصلاحات قد نكون في غنى عنها إذا ما تم تعويضها بما هو ضروري لإخراج المقهورين من عنق الزجاجة التي خنقتهم. *المهم: موضوع "رانبوان إيسو"الذي التهم ربما الملايير من الدراهم دون خجل، و أمام تحليل كل من مر من هناك و تخميناته حول إمكانية إنشاء نفق، اوربما توسيع الطريق الرئيسية الرابطة بين أهم الشوارع المتواجدة بقلب المدينة حتى تخفف ضغط و تكدس الزورا صيفا،أ و الاعتقاد في عدة تحاليل متباينة بعد التغاضي عن تعليق لافتة توضيحية للمشروع كي تخبر الناس بما سيقام كما هو الحال بنفق "كويلما"، ليتضح في النهاية انه تم حفر تلك الطريق التي ظلت عرضة لعلامات الاستفهام العالقة دون إجابة فقط لإنشاء ملتقى طريق أكثر شساعة مما كان، و بناء طريق مستوية و أعلى مما كانت عليه، أي " إيسو بالفوقي" إن صح التعبير. و كذلك الشان عن مفترق الطريق التي تفصل شارع الجيش الملكي ذهابا و إيابا، حيث قيل :"كان أبوك صالحا"... لم يمض على إنشائه بالصورة التي كان عليها إلا القليل من الوقت و هانحن اليوم نرى الجرافات التي تقتلعه من جديد لتغيره بآخرربما شبيها له، و كأن الإسمنت و الرخام الذي سيقام غير الذي كان عليه، المهم "الحريق د الفلوس" هو الهدف لأن الخزينة على ما يبدو قد امتلأت و يجب إفراغها في مثل هاته المشاريع... و نحن على جنبات هاته الشوارع لا يصح لنا إلا أن نحلل و نراقب و نخمن: "ما عساه يدور بفكر المهندس المكلف الذي خطط و نفذ؟" و الجواب حتما سيكون نهاية هذه الأشغال " ماذا تغير بعد الإصلاح ياترى"!!!.
